سرطان الخصية: الأعراض والتشخيص المبكر وخيارات العلاج
تاريخ النشر : 03-11-2025
تحديث في : 14-11-2025
الموضوع: طب المسالك البولية
الوقت المقدر للقراءة : 1 دقيقة
سرطان الخصية مرض نادر، إلا أنه يُعد أكثر أنواع السرطان الخبيث شيوعًا بين الرجال الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و40 عامًا. الخبر الجيد هو أن معدلات الشفاء تتجاوز 95٪ عند اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، بفضل التقنيات الحديثة في التشخيص والعلاج.
يلعب التشخيص المبكر دورًا أساسيًا في زيادة فرص الشفاء، سواء من خلال الفحص المتخصص لدى أخصائي المسالك البولية أو عبر الفحص الذاتي للخصية، الذي يمكن أن يساعد الرجال على التعرف مبكرًا على أي علامات تحذيرية محتملة.
من المهم تعليم الرجال منذ سن مبكرة كيفية إجراء الفحص الذاتي وفهم المؤشرات المبكرة للمرض، لتعزيز الوقاية وتحسين النتائج العلاجية.
نناقش هذا الموضوع مع الدكتورة جايا كولاليلو، أخصائية المسالك البولية في وحدة المسالك البولية الثانية في مستشفى سان ماركو.
ما هو سرطان الخصية؟
يُعرف سرطان الخصية بالنمو غير الطبيعي للخلايا داخل الخصية.
حسب ما توضحه الدكتورة جايا كولاليلو، أخصائية المسالك البولية، من الناحية النسيجية تُقسم أورام الخصية بشكل رئيسي إلى الأورام المنوية والأورام غير المنوية:
- الأورام المنوية: تميل إلى النمو ببطء وتستجيب عادةً بشكل جيد للعلاج الإشعاعي و العلاج الكيميائي.
- الأورام غير المنوية: تشمل الأورام المضغية، الورم المسخي، سرطان المشيمة، وورم الكيس المحي. هذه الأنواع تنمو بسرعة أكبر، وغالبًا ما تتطلب أساليب علاجية أكثر عدوانية.
عوامل الخطر
تشمل أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الخصية ما يلي:
- الخصية المعلقة (Cryptorchidism): فشل إحدى الخصيتين أو كلتيهما في النزول إلى كيس الصفن، حيث تبقى في البطن أو الفخذ.
- التاريخ العائلي: وجود إصابة بسرطان الخصية في العائلة.
- التغيرات الجينية
- متلازمات وراثية: مثل متلازمة كلاينفلتر، وهي اضطراب كروموسومي مرتبط بزيادة الخطر.
- الإصابة السابقة بسرطان الخصية: تزيد من احتمال تطور ورم في الخصية الأخرى.
الأعراض والعلامات التحذيرية المهمة
تعلّم التعرف على العلامات التحذيرية هو الخطوة الأولى نحو الكشف المبكر عن ورم الخصية المحتمل.
وفقًا للدكتورة جايا كولاليلو، تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:
- كتلة غير مؤلمة أو تورم داخل الخصية؛
- شعور بالثقل في كيس الصفن؛
- ألم خفيف أو مفاجئ؛
- تغيرات في حجم أو قوام الخصية.
وتوضح الدكتورة كولاليلو: "ليست كل الكتل في الخصية سرطانية، لكن أي تغيّر مريب يستدعي تقييمًا سريعًا لدى أخصائي المسالك البولية."
الوقاية: أهمية الفحص الذاتي للخصية
أول وأبسط أشكال الوقاية من سرطان الخصية هو الفحص الذاتي للخصية، وهو ممارسة يُنصح بأن تبدأ في مرحلة المراهقة.
توضح الدكتورة جايا كولاليلو: "تنصح الجمعية الأوروبية لجراحة المسالك البولية بإجراء الفحص الذاتي شهريًا، ويفضَّل القيام به باستخدام الصابون أثناء الاستحمام، للتعرّف على الملمس الطبيعي وحجم الخصيتين. هذا يساعد على اكتشاف أي كتل غير عادية في وقت مبكر."
بالإضافة إلى الفحوصات الذاتية، تشمل إجراءات الوقاية ما يلي:
- العلاج في الوقت المناسب للحالات التي قد تُمهّد لسرطان الخصية، مثل الخصية المعلقة (Cryptorchidism)؛
- الحفاظ على نمط حياة صحي ونظام غذائي متوازن، والحد من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، والتي تعزز الالتهاب، وهو حدث سابق للعديد من أنواع السرطان.
طريقة الفحص الذاتي للخصية
يجب أن يعرف الرجال والمراهقون الحجم والملمس الطبيعي لخصيتيهم من خلال إجراء الفحص الذاتي، وذلك كما توضح الدكتورة جايا كولاليلو:
- مرة واحدة على الأقل شهريًا؛
- أثناء أو بعد الاستحمام بالماء الدافئ، عندما يكون جلد الصفن مرتخيًا؛
- دحرجة كل خصية برفق بين الإبهام والأصابع الأخرى.
يمكن لهذا الإجراء البسيط أن يحدث فرقًا كبيرًا في التشخيص المبكر.
أوضحت الدكتورة كولاليلو: "في الماضي، كان فحص الخصية جزءًا من الفحص الطبي العسكري الإلزامي، مما سمح بالكشف المبكر عن أورام الخصية. ومع إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية، أصبح من الضروري أن يتعلم الشباب إجراء هذا الفحص بأنفسهم."
تشخيص سرطان الخصية
يعتمد التشخيص المبكر على عدة خطوات رئيسية:
- الفحص لدى أخصائي المسالك البولية (الجس للكشف عن أي كتل مشبوهة)؛
- تصوير الخصية بالموجات فوق الصوتية؛
- تحاليل الدم لقياس مؤشرات الورم مثل الفا فيتو بروتين (AFP)، هرمون الغدد التناسلية المشيمائية بيتا (beta-hCG)، ونازع هيدروجين اللاكتات (LDH)
- التصوير المقطعي المحوسب للبطن والصدر لتحديد مرحلة المرض؛
- استئصال الخصية والحبل المنوي جراحيًا (Orchifunicolectomy) للتأكيد النسيجي وتشخيص نوع الورم بدقة.
علاج سرطان الخصية وإدارته
يعتمد العلاج على نوع الورم ومرحلة المرض ومستويات مؤشرات الأورام.
وبحسب ما توضح الدكتورة جايا كولاليلو، تُعد الجراحة الخطوة العلاجية الأولى في الغالبية العظمى من الحالات.
تُحدَّد الخطوات التالية للعلاج بناءً على عاملين أساسيين:
- النتائج النسيجية التي تكشف الخصائص الخلوية للورم؛
- مرحلة المرض، أي ما إذا كان الورم محصورًا في الخصية أو قد انتشر إلى أماكن أخرى.
وتشرح الدكتورة كولاليلو قائلة:
"في المراحل المبكرة من الأورام المنوية، قد تشمل الخيارات المراقبة النشطة أو العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي الوقائي.
أما في المراحل المبكرة من الأورام غير المنوية، فقد يتضمن العلاج المراقبة أو العلاج الكيميائي المساعد أو تشريح العقد الليمفاوية خلف الصفاق وفقًا لخطورة التكرار.
وفي حالات الأورام المتقدمة أو النقيلية، يُعتبر العلاج الكيميائي هو الخيار العلاجي القياسي.
كما أنه في الأورام المنوية التي تُصيب العقد الليمفاوية خلف الصفاق، قد يُوصى أيضًا بـ العلاج الإشعاعي."
كيف تُجرى العملية الجراحية
توضح الدكتورة جايا كولاليلو أن "استئصال الخصية والحبل المنوي يتم عبر شق صغير في منطقة الأُربية، وليس من خلال كيس الصفن، وذلك للحد من خطر انتشار الخلايا السرطانية".
وتستغرق العملية عادةً حوالي ساعة، وتُجرى إما تحت التخدير العام أو التخدير النخاعي.
بعد إزالة الخصية، يتم إرسالها للفحص النسيجي للتأكد من التشخيص وتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى علاجات إضافية.
كما يمكن، خلال الإجراء نفسه، زرع خصية صناعية للحفاظ على المظهر الجمالي لكيس الصفن، في حال رغب المريض بذلك.
أهمية المتابعة بعد علاج سرطان الخصية
تختلف خطط المتابعة بعد العلاج باختلاف نوع الورم ومرحلته، لكنها غالبًا ما تشمل:
- فحوصات سريرية دورية؛
- مراقبة مستويات مؤشرات الأورام؛
- إجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب عند الحاجة.
وتؤكد الدكتورة جايا كولاليلو في هذا السياق:
"من الضروري مناقشة كل حالة سريرية ضمن فريق متعدد التخصصات يضم أطباء المسالك البولية، وأطباء الأورام، وأخصائيي العلاج الإشعاعي، وأطباء الأشعة، وذلك بهدف تحديد الخطة العلاجية الأكثر ملاءمة لكل مريض بشكل فردي."